منتديات عقيل عطارد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تحتوي على معلومات فضائية وفلكية ودراسات عن المجموعة الشمسية والأجرام السماوية والمجرات وكل الذي في الكون من علم الفلك وريادة الفضاء .


    ما هي علم النفس اللغوي

    master
    master
    مدير عام
    مدير عام


    الإقامة : السودان
    الجنس : ذكر
    عدد المشاركات : 609
    كوكب مفضل :
    • عطارد
    • الزهرة
    • القمر
    • الأرض
    • المريخ
    • المشتري
    • زحل
    • أورانوس
    • نبتون
    • بلوتو
    • ترانس بلوتو

    الرصيد : 242068
    السمعة : 0
    تاريخ الإنضمام : 15/01/2016
    أكلات مفضلة : كل ما لذ وطاب ¤ _ ¤
    رأي العضو عن المنتدى : هايل

    عقيل ما هي علم النفس اللغوي

    مُساهمة من طرف master الأحد 28 يناير 2018, 09:48

    مقدمة:
    إن ما يميز علماء النفس تنوعه وتعدد فروعه النظرية وخاصة التطبيقية التي من بينها علمالنفساللغويالذي يهتم بدراسةاللغة والسلوك اللغوي في  الحالة السوية والغير سوية وسنحاول في هذا البحث القصير التعرف على هذا الفرع التطبيقي والإحاطة به وذلك من خلال تعريفه وتطوره وموضوعه وذكر وظائف اللغة. وفي الأخير نتطرق إلى المناهج العلمية الخاصة بدراسة اللغة.1ـ تعريف علماء النفس اللغوي :هو فرع من فروع علمالنفسالتطبيقي الذي يسلط الضوء على جانب معين من الظاهرة السلوكية في مجالات الحياة العلمية يعد علماء اللغة النفسيه من منظور علماء النفس من فروع علماء اللغة التطبيقي، ومن منظور علماءالنفسفرعا من فروع علماء النفس المعرفي.ويمكن القول بأنه علم بيني، يتكامل فيه حقلا علماء اللغةوعلم النفس، ويتطلب فهمه دراية بمجالات الفلسفة والتربية والتعليم والثقافة، وأيضا بآليات الجهاز العصبي والمخ والذكاء الاصطناعي
    النفسي بأنه دراسة تجريبية للعمليات النفسية التي يكتسب المرء من خلالها نظام اللغة الطبيعية ويقوم بتنفيذه. ويعالج هذا التعريف مشكلات، مثل: ماهيةاللغة ووصفها موضوعيا وتحديد مفهوم العمليات النفسية ووسائلدراستها.ويتميز علماللغةالنفسي بأنه يتناول اللغةمن منظور علم النفس، أي أنه يعنى باللغة كظاهرةنفسيةعند المتكلم والسامع على السواء. فيصوغ المتكلم أفكاره في عبارات يعبر عنها بالكلام، فيدركها السامع ويفهمها. كما يتميز بأنه يرصدالعمليات الذهنية عند اكتساباللغةأو عند استخدامها وعلاقة ذلك بالفكر والثقافة، فيعنى مثلا بدراسة العمليات التي يقوم العقل البشري من خلالها بربط الصيغة )مسموعة أو مكتوبة( بالمعنى من خلال وسيط وهو نظام اللغة.وباعتباره فرعا من فروع العلم المعرفي يتناول علماللغةالنفسي مسألتين:أولهما: ما هي المعرفة باللغة التي يحتاجها المرء لكي يستخدم لغة، والمعرفة نوعان: معرفة ضمنية ومعرفة صريحة، فالمعرفة الضمنية تشير إلى معرفة كيفية أداء أعمال متنوعة بينما تشير المعرفة الصريحة إلى معرفة العمليات والآليات المستخدمة في هذه الأعمال، فقد يعرفالمرء فعل شيء دون أن يعرف كيف فعله، فاللاعب يعرف كيف يلعب وقد لا يعرف العضلات المستخدمة في القيام باللعب، والمرء يعرف كيف يتكلم وقد يعرف العمليات المتضمنة إنتاج الكلام، لذلك يمكن القول بأن معرفته باللغة معرفة ضمنية أكثر من كونها معرفة صريحة.هناك أربعة مجالات للمعرفة اللغوية يمكن استنتاجها من ملاحظة السلوك: 
    الدلالة Semantics وتتناول معنى الجمل والكلمات، التركيب Syntax ويتناول الترتيب النحوي للكلمات في داخل الجملة،
    الفونولوجيا Phonology وتتناول نظام الأصوات في اللغة، البراجماتية Pragmatics وتتناول القواعد الاجتماعية المتضمنة في استخدام اللغة.ثانيهما: ما هي العمليات الذهنية المتضمنة في الاستخدام العادي للغة، والاستخدام العادي للغة يعني أمورا مثل فهم المحاضرة، قراءة كتاب، تحرير خطاب، إجراء محادثة، بينما تعني العمليات المعرفية عمليات الإدراك الحسي، التذكر، التفكير.ومجمل القول أن علماء اللغةالنفسي يعنى بالبحث في كيفية فهم المرء وإنتاجه واكتسابهاللغة والتركيز على العمليات المعرفية المتضمنة في الاستخدام العادي للغة، كما يعنى بالقواعد الاجتماعية المتضمنة في استخداماللغةوآليات المخ المرتبطة بها علماؤ النفس اللغوي- الأصل والتطور-:عني علماء النفس بنشاط اللغةفي علاقتها بالفكر الإنساني، حيث حاولوا تعليل تنظيم اللغات على أساس نواميس العقل البشري أو إظهار القيود التي تفرضهااللغةعلى الفكر، ورغم وفرة الأبحاث في التفكير والتحليل لم يكن الأمر كافيا لتشغيل فرع من فروع المعرفة العلمية حقا حتى بداية القرن العشرين.فمن المعروف أن نحاة القرن التاسع عشر وفقهاءاللغةعنوا بمشكلات تطوراللغةوالعلاقات المتبادلة بين اللغات فتبنوا منظورا تاريخيا مقارنا، وفي مستهل القرن العشرين جاء "دي سوسير" فأسس مبادئ علماللغةالحديث، وكان لتمييزه بيناللغةوالكلام الفصل في اعتباراللغةهدفا مستقلا عن الأفراد الذين يستخدمونها، ولمقابلته بين المنهج التاريخي المألوف وبين منهج آخر تزامنى الفضل في إبراز أناللغةككل متزامن نظام رموز يربط بين دال Signifier)صورة صوتية( ومدلول Signified )مفهوم( ويكتسب قيمته الدلالية من خلال اختلافه عن الرموز الأخرى فياللغةتمهيدا للبنيوية Structuralisme التي استعانت بالتمثيلات الذهنية )صورة صوتية ومفهوم(، والتي احتضنتها مدرسة بلومفليد التوزيعية Distributional فرغم اتفاقهما من حيث حداللغةكنظام متزامن والاهتمام بالعلاقات دون العناصر، اعتبرت التوزيعية أنه يمكن تحليل بنيةاللغةوأيضا وصفها دون دراية معناها، بل بالتعرفعلى المستويات المختلفة للوحات )فونيمات، مورفيمات، كلمات( وتوزيع كل وحدة في داخل مقطع أو كلمة أو جملة.وقد ازدهر المجال البيني لعلماللغةالنفسي مرتين: مرة في بداية القرن العشرين في أوروبا ومرة في منتصفه في الولايات المتحدة، ففي العقود الأولى من القرن العشرين استعان علماءاللغةبعلماءالنفسفي تأمل كيفية استخدام المرءاللغةومؤخرا استعان علماءالنفسبعلماءاللغةفي تأمل طبيعة اللغة، وبين هاتين الفترتين سيطرت السلوكية Behaviorisme على المجالين فأهمل كل منهما الآخر )Carroll p.12( نقلا عن )Blumenthal 1987(.فقد حد علمالنفسفي أوروبا بأنه علم الحياة الذهنية، وساد الاعتقاد بأنه يمكن فحص الأحداث الذهنية كالشعور والمشاعر والانطباعات الذهنية باستخدام مناهج دقيقة كتلك المناهج المستخدمة في العلوم الطبيعية، وأن دراسةاللغةتساهم في تأمل طبيعة الذهن، وأن الجملة – وليست الكلمة- هي الوحدة الأساسية للغة، وأن إنتاج الكلام هو تحويل عملية فكر كاملة إلى أجزاء كلام منظمة ومتعاقبة )Carroll p.12( نقلا عن )Wundt(. وفي الوقت نفسه عارض الباحثون في الولايات المتحدةالتركيز على دراسة العمليات الذهنية كهدف لعلم النفس، فقد سادت السلوكية واضطلع السلوكيون بدراسة السلوك الموضوعي، المدرك بالحواس وأكدوا على دور التجربة في تشكيل السلوك وعلى دور الحدث البيئي )التعزيز والعقاب( وعلى الأنماط الموجودة في البيئة مباشرة.حين درس السلوكيون لغة الإنسان عنوا بالسلوك اللفظي فإن دقة سلوك الكلام- في نظرهم-تنم عن نشأة الفرد في بيئة تتوافر فيها أنماط لغوية دقيقة وصحيحة والحرص على تلقين الأطفال النطق الصحيح وعلى تصحيح أخطائهم في الكلام )Carroll p.13( نقلا عن )Skinner 1957(وقد تركز اهتمام السلوكيين على المعنى Meaningحيث أكدت أبحاثهم على تداعيات المعني في الكلمات، كمثل قياس تداعيات المعاني التي يمكن للفرد أن يقدمها في فترة زمنية محددة ووضعها في قائمة من كلمات مفردة ذوات معاني )Noble, Mc Neely 1957(، وكمثل إثبات أن الكلمات ذوات معاني المألوفة )مثل الطبخ( يسهل تعليمها أكثر من تعلم الكلمات ذوات المعاني غيرالمألوفة )مثل أيقونة()Under wood 1966(، وكمثل التمايز الدلالي كوسيلة لقياس معني الكلمات المترابطة )مثل قوى/ ضعيف() Carroll p.14( نقلا عن )Osgood, Suci, Tanenbaum(وتجدر افشارة إلى أنه قد سبق وأشار عبد القاهر الجرجاني )دلائل الاعجاز ص 44( إلى التفاضل في الدلالة بأن تكون كلمة أدل على معناها الذي وضعت له من صاحبتها على ما هي موسومة به.وقد حدث تطور مماثل في علم اللغة، حيث أكد علماءاللغةفي هذه الفترة على المعالجة السلوكية للغة بتحاشي الإشارة إلى العمليات الذهنية، فعلىسبيل المثال نجد بلومفيد الذي كان قد أكد في كتابه عام 1914 )An introduction to the study of********( على أفكار Wundt يتبنى عام 1933 في كتابه" ********" وجهة النظر السلوكية.وعلى الرغم من ترابط الأفكار المتبادل بين الحلقينفقد بقي علمالنفسوعلماللغةعلمين لعدة عقود وإلى أن حل الطور المتأخر لعلماللغةالنفسي، فقد نظم مجلس البحث العلمي الاجتماعي في عام 1950 مؤتمرا داعيا فيه علماءاللغةوعلماءالنفسعلى السواء، وأعد برنامجا مشتركا يخص علماللغةالنفسي ويعكس اتفاقا جماعيا في الرأي بين المشاركين بأن الوسائل المنهجية والنظرية التي يستعين بها علماءالنفسيمكنها أن تستكشف وتعلل البنى اللغوية التي لم يعالجها علماللغة) Carroll p.14( نقلا عن )Tanenhaus 1988( كما عقد مؤتمر بعد ذلك بعامين ضم إلى جانب علماءالنفسوعلماءاللغةالأنثروبولوجيين ومهندسي الاتصال، ومن ثم بزغ مصطلح "علماللغةالنفسي" وبقي إلى الآن رغم معارضة بعض الباحثين وقد أدلى تشومسكي بدلوه فب ابراز كيفية إدراك علماءالنفسللغة فعرض نظرية )سبقه إليها السلوكيون( تسمى "نظرية السلسلة الترابطية لمتعلقة بتداعي المعاني " Associative chain theory وتنص على أن الجملة تحتوي على سلسلة من تداعيات المعاني بين الكلمات المفردة في جملة، أي أن كلمة في جملة تعد مثيرا للكلمة التالية.وتجدر الإشارة هنا إلى أنه قد سبق وأكد عبد القاهر الجرجاني على ضرورة وجود علاقة الكلمة بالكلمة التالية "كيف يتصور وقوع قصد منك إلى معنى كلمة من دون أن تزيد تعليقها بمعنى كلمة أخرى" )دلائل الإعجاز ص412(.ولاشك أن تشومسكي )1957( قد تأسى برأي عبد القاهر الجرجاني حين جاء بأمثلة في الجمل الآتية:1ـ الأفكار الخضراء عديمة اللون تنام بغضب.1- Colorless green ideas sleep furiously.2ـ الأفكار النائمة بغضب خضراء عديمة اللون.2- Furiously sleep ideas green colorless.3ـ التقط جورج الطفل3- George picked the baby up.4- التقط جورج الطفل4- George picked up the baby.فإنه رغم عدم وجود تداعيات معاني بين الكلمات في الجملة الأولى فإن الجملة مقبولة تركيبا أما إذا تغير ترتيب الكلمات في الجملة الثانية فإنها لاتعد جملة مطلقا .ورغم أن الجملتين الثالثة والرابعة مترادفتان فان الفعل يتصل بحرف الخاص به في الجملة الثالثة بينما كوحدة لغوية)مكونات غير مترابطة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 29 مارس 2024, 09:35