تفسير سورة البقرة الاية 128
قال تعالى :( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ) .
البقرة 127 وقال تعالى :( وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ) .
البقرة الاية : 128
تضمنت الايتان الكثير من الفوائد الجليلة نذكرها كالتالي :
_اهمية القبول حيث ان مدار الاعمال الصالحة عليه وذلك يقوم على الاخلاص لله تعالى
والاتباع لما جاء به الشرع المطهر
_ دلت الاية على ان العبد ملازمة سؤال الله قبول اعماله بعد ادائه لها ومنها الدعاء فقد كان هذا من هدى المصطفى :( فإنه كان يستغفر ثلاثا بعد الصلاة وكان يقول بعد صلاة الصبح :[ اللهم اني اسالك علما نانفعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا ]
وكان يقول [ رب تقبل توبتي ،واغسل حوبتي ،واجب دعوتي ]
وكان يستعيذ بالله من عمل لا يرفع [اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن عمل لا يرفع ]
)
_ ينبغي للعبد ان يكون في حال عبادته لربه ودعائه خائفا راجيا كجناحي الطائر فلا يغلب الخوف فيقع في القنوط ولا يغلب الرجاء فيقع في الغرور والامن من مكر الله سبحانه وتعالى .
_ التوسل الى الله تعالى باسمائه وصفاته ما يناسب المطلوب والسؤال فان (السميع)مناسب في سماع دعائهما و(العليم)مناسب للعلم بنياتها وصدق تضرعهما وكذلك (التواب الرحيم )
_ ملازمة التواضع والإخبات لله جل وعلا في حال القيام بطاعته ولو بأجل العبادات والمقامات .
_ أن الدعاء ملجأ ومقصد كل الانبياء والمرسلين وان العبد لا غنى له عنه في كل احواله الشرعية والدنيوية .
_ طرد الاعجاب بالنفس وعدم الادلال على الله تعالى بما قام من العمل فان ذلك مفسد للعمل .
_ أهمية سؤال الله تبارك وتعالى الثبات على الاسلام ، وهو يشمل على الاستسلام لله تعالى ظاهرا او باطنا .
_ ينبغي للإنسان ان يشمل ذريته في الدعاء لأن الذرية الصالحة من آثار الإنسان الصالحة لقوله تعالى : ( ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ) البقرة 128 .
_ واخيرا :
شدة افتقار الانسان الى ربه تعالى وانه بحاجة الى ربوبية الله جل وعلا الخاصة التي تقتضي عناية خاصة .
والسلام
لا يوجد حالياً أي تعليق